غالية خوجة دبي
تلقي فرنسا، ولأول مرة في تاريخها، الضوء على أحد رواد الفن الإماراتي المعاصر، وهو المبدع الإماراتي عبد القادر الريس، الذي يُناغم في أعماله بين حداثة الأصالة، وأصالة الحداثة، والذي ما زالت بصمة روحه المميزة تتطور باستمرار، وهذا ما يسرده معرضه الشخصي الأول في فرنسا (المعرض الاستعادي) من تنظيم هيئة دبي للثقافة والفنون، ويقام في معهد العالم العربي بباريس، بدءاً من 25 سبتمبر الجاري، ولغاية 21 أكتوبر المقبل، الذي يحكي مسيرة عبد القادر الريّس المولود في دبي عام 1951، منذ بداياته في السبعينيات، وصولاً إلى آخر لوحاته التي رسمها من أجل هذا المعرض الاستعادي.
هذا ما تمحور حوله المؤتمر الصحافي الذي نظمته هيئة دبي للثقافة والفنون، في متحف الاتحاد بدبي، صباح أمس، بحضور الدكتور صلاح القاسم مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون، وأعضاء هيئة دبي للثقافة، والقنصل العام الفرنسي بدبي رجا رابيا، وعدد كبير من الشخصيات الثقافية الفنية والمهتمة والإعلامية، وحضور عبد القادر الريس، الذي خص «الاتحاد» بقوله: «فخر لي أن أمثل وطني الإمارات، وأتوقع بعد تجربتي في إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة، أن يعجب المتلقي الفرنسي المعروف بثقافته الفنية بالأعمال المعروضة»، وأضاف: «بدأت مسيرتي منذ الستينيات، وتنوعت تجربتي، وسيضم هذا المعرض 60 لوحة»، وأضاف: «معرضي المقبل في العاصمة أبوظبي».
وقال د. صلاح القاسم: «إن هذا التواصل الثقافي الفني نابع من المنهجية التأسيسية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي المنهجية التي يواصلها أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، خصوصاً في عام زايد، كما يعتبر هذا العام 2018 عاماً للحوار الإماراتي الفرنسي، ويأتي تنظيم هذا المعرض تحقيقاً لدبلوماسية القوة الناعمة، والتعريف بدولة الإمارات على الصعيد الدولي، منوهاً إلى المقتنين الداعمين ومنهم: محمد المر، عبد الغفار حسين، سعود القاسمي، سامي محمد، شيخة الملا، سلامة بنت حمدان، وخليفة بطي بن عبيد.
واختتم القاسم: «إن المعرض جهد جماعي لدعم الحوار بين الثقافات، سيطلع من خلاله الفرنسيون على على إرث الإمارات وحداثتها، كما سيطلعون على المشهد الحيوي الثقافي الفني الإماراتي».
وبدوره، تحدث عبد القادر الريس عن تجربته التي ابتدأت من الكويت، واستمرت في الإمارات، وكان أول معرض شخصي له في المكتبة العامة بدبي، وصولاً إلى المعهد العربي بباريس، مؤكداً أن قراءة الكتب النقدية والفنية مفيدة لمعرفة المزيد عن تركيبة اللون، وأسرار مفرداته، وجمله الأخرى، مشيراً إلى أن هذا المعرض يختصر تجربة 50 سنة مع الرسم.
واختتمت المؤتمر القنصل العام رجا رابيا، مؤكدة شفافية وعمق العلاقة بين البلدين، ليس فقط في المجالات الاقتصادية والسياسية، بل في المجالات الفنية والثقافية بين الشعبين، وشعوب العالم، ولفتتْ إلى أن الإمارات لديها تراث وحضارة عريقة، ولا بد أن يطلع عليها الفرنسيون.